تخطي الروابط

قطاع الغزل والنسيج في مصر - دراسة حالة - مايو 2025

مقدمة

شهدت صناعة النسيج تحولاً عميقاً منذ اختراع محلج القطن في القرن الثامن عشر. وقد لعبت تاريخيًا دورًا أساسيًا في تصنيع العديد من البلدان، وخاصة البلدان الغربية، حيث أصبحت ركيزة أساسية في التوظيف والتنمية الاقتصادية. ولكن على مدى العقود القليلة الماضية، انتقل هذا القطاع الذي كان يهيمن عليه الغرب في السابق بشكل متزايد إلى الاقتصادات النامية، حيث حولت تكاليف العمالة والبنية التحتية والتجارة والحوافز الداعمة هذه الصناعة إلى ركيزة رئيسية لاقتصاد البلدان النامية. وقد شهدت المناطق المتقدمة مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة انخفاضًا حادًا في إنتاج المنسوجات، في حين برزت بلدان في جميع أنحاء آسيا، ومؤخرًا في أفريقيا، كوجهات جديدة مواتية لمصانع النسيج. وتعمل الاقتصادات سريعة النمو مثل فيتنام وتركيا وبنغلاديش ومصر على زيادة حصتها السوقية وأهميتها في هذا السوق بشكل سريع.  

عن صناعة النسيج في مصر

يعد قطاع الغزل والنسيج في مصر من أقدم الصناعات في البلاد، حيث تعود جذوره إلى الحضارة القديمة حوالي 5000 سنة قبل الميلاد. وإلى جانب أهميته التاريخية، لا تزال صناعة الغزل والنسيج تلعب دوراً حيوياً في الاقتصاد المصري الحديث والهوية الثقافية المصرية. ولا تزال واحدة من أهم القطاعات الصناعية في البلاد، نظراً لقدرة مصر الممتازة على إنتاج المواد الخام عالية الجودة، وخاصة القطن المصري الذي يتمتع بسمعة عالمية مرموقة. واليوم، تُعد صناعة المنسوجات والملابس ثاني أكبر قطاع صناعي في مصر بعد صناعة الأغذية والمشروبات. وهو يمثل حوالي 25% من قطاع الملابس تستضيف مصر أكبر تجمعات القطن والمنسوجات وأكثرها إنتاجية في القارة الأفريقية، حيث تتم في مصر عملية الإنتاج بأكملها - بدءاً من زراعة المواد الخام (القطن بشكل أساسي) إلى تصنيع الخيوط والأقمشة وخيوط الخيوط والألياف وإنتاج الملابس الجاهزة. تبلغ حصة القطن من الألياف الطبيعية حوالي 75% من حجم الألياف الطبيعية، وهو أكثر الألياف الطبيعية استخدامًا في المنسوجات المنزلية والملابس الجاهزة. ويُعد قطاع الغزل والنسيج من أهم القطاعات التصديرية في مصر، حيث بلغت صادرات مصر من القطن الخام خلال العام المالي 2021/22 حوالي 156 مليون دولار أمريكي، كما زادت صادرات مصر من الملابس الجاهزة بنسبة 42% خلال العام المالي 2021/22. وتشير البيانات التجارية الحديثة إلى أن ما يقرب من 90% من صادرات قطاع المنسوجات في مصر من القطن غير المعالج. وضمن إطار اتفاقية أغادير للتجارة الحرة، يبرز المغرب كمستورد رئيسي، حيث يتلقى ما يقرب من 58% من إجمالي صادرات مصر من الألياف. ومن حيث تجزئة المنتجات، تستحوذ المنسوجات القطنية على الحصة الأكبر من صادرات مصر من المنسوجات بنسبة 40%، تليها المنسوجات غير المنسوجة. وتمثل المنتجات المنسوجة حوالي 20%، بينما تمثل المنسوجات المصنوعة من الألياف الصناعية حوالي 15%.

لماذا الغزل والنسيج قطاع استراتيجي

1- يبرز قطاع الغزل والنسيج في مصر كوجهة مقنعة للاستثمار، حيث يساعد الموقع الاستراتيجي وسلاسل التوريد. 2- على الرغم من أن رأس المال الأولي المطلوب لإنشاء مرافق تصنيع المنسوجات قد يكون كبيراً، إلا أن مصر تخفف من هذه التحديات من خلال تطوير المناطق الصناعية المتخصصة، وأبرزها مدينة السادات. وتوفر هذه المدن والمناطق الصناعية بنية تحتية "للتوصيل والتشغيل"، مما يتيح سهولة الإعداد والتشغيل مع تقليل التكاليف العامة على المدى الطويل. 3- تكمن القوة الأساسية لصناعة النسيج المصرية في نظامها البيئي المتكامل رأسياً. من زراعة القطن المصري عالي الجودة والمواد الخام إلى الغزل والنسيج والصباغة وإنتاج الملابس الجاهزة والمنسوجات المنزلية، تتوفر سلسلة القيمة بأكملها محلياً. 4- بالإضافة إلى ذلك، يتم توجيه استثمارات كبيرة في التقنيات والأنظمة المتقدمة وأساليب الإنتاج المستدامة، مما يعكس التزام مصر بالتوافق مع المعايير العالمية. وتبرز المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، على وجه الخصوص، كنقطة محورية للمشروعات الصناعية التي تهدف إلى إنشاء مشروعات صناعية في مصر. 5- يساهم قطاع المنسوجات والملابس بشكل كبير في الاقتصاد المصري، حيث يمثل حوالي 16% من القيمة المضافة الصناعية في البلاد. ويشمل مزيجاً من الشركات المملوكة للدولة وقطاع خاص كبير. 6- حدث بارز يؤكد على مكانة مصر الصاعدة حدث في يناير 2025، عندما وقعت شركة السويدي للتنمية الصناعية، التابعة لشركة السويدي إليكتريك، اتفاقية بقيمة 60 مليون دولار مع شركة المملكة القابضة الصينية، وهي لاعب بارز في صناعة المنسوجات العالمية. وستنشئ هذه الشراكة، بدعم من الجهاز التجاري المصري وبتسهيل من الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، منطقة حرة خاصة داخل المنطقة الصناعية بالسادات. ويتضمن المشروع منشأة متطورة لإنتاج المنسوجات على مساحة 50 ألف متر مربع، وهي مصممة للاستفادة من قدرات التصنيع المتقدمة والمساهمة في تحقيق رؤية مصر طويلة الأجل للتميز الصناعي.  

افتح المستند الكامل: قم بتنزيل دراسة الحالة الشاملة الآن!